فصل: الشاهد الثاني والستون بعد المائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)



.استيلاء معز الدولة على البصرة والموصل وصلحه مع ابن حمدان.

وفي سنة خمس وثلاثين وثلثمائة انتقض أبو القاسم بن البريدي بالبصرة فجهز معز الدولة الجيش إلى واسط ولقيهم جيش ابن البريدي في الماء وعلى الظهر فانهزموا إلى البصرة وأسروا من أعيانهم جماعة ثم سار معز الدولة سنة ست وثلاثين وثلثمائة إلى البصرة ومعه المطيع كارها من قتال أبي القاسم البريدي وسلكوا إليها البرية وبعث القرامطة يعزلون في ذلك معز الدولة فكتب يتهددهم ولما قارب البصرة استأمنت إليه عساكر أبي القاسم وهرب هو إلى القرامطة فأجاروه وملك معز الدولة البصرة ثم سار هو منها إلى الأهواز ليلقى أخاه عماد الدولة وترك المطيع وأبا جعفر الصيمري بالبصرة وانتقض على معز الدولة كوكير من أكابر الديلم فقاتله الصيمري وهزمه وأسره وحبسه معز الدولة بقلعة رامهرمز ثم لقي أخاه معز الدولة بأرجان في شعبان من السنة وسلك في تعظيمه وإجلاله من وراء الغاية وكان عماد الدولة يأمره بالجلوس في مجلسه فلا يفعل ثم عاد معز الدولة والمطيع إلى بغداد ونودي بالمسير إلى الموصل فترددت الرسل من ابن حمدان في الصلح وحمل المال ثم سار إليه سنة سبع وثلاثين وثلثمائة في شهر رمضان واستولى على الموصل وأراد الإثخان في بلاد ابن حمدان فجاءه الخبر عن أخيه ركن الدولة بأن عساكر خراسان قصدت جرجان واضطر إلى الصلح واستقر الصلح بينهما على أن يعطي ابن حمدان عن الموصل والجزيرة والشام ثمانية آلاف ألف درهم كل سنة ويخطب لعماد الدولة ومعز الدولة في بلاده وعاد إلى بغداد.

.استيلاء ركن الدولة على الري ثم طبرستان وجرجان ومسير عساكر ابن سامان إليها.

قد تقدم لنا استيلاء ركن الدولة على أصفهان من يد وشمكير حين بعث عساكره مددا لما كان بن كالي وكان ركن الدولة وأخوه عماد الدولة بعثا إلى أبي علي بن محتاج قائد بني سامان يحرضانه على ماكان ووشمكير ويعدانه المظاهرة عليهما فسار أبو علي إلى وشمكير بالري ولقيه ركن الدولة بنفسه واستمد وشمكير ما كان فجاءه في عساكره والتقوا فانهزم وشمكير ولحق بطبرستان ثم سار بعساكره إلى بلد الجيل فاقتحمها واستولى على زنجان وأبهر وقزوين وقم وكرج وهمدان ونهاوند والدينور إلى حدود حلوان ورتب فيها العمال وجبى أموالها ثم وقع خلاف بين وشمكير والحسن بن الفيرزان ابن عم ماكان واستنجد الحسن بأبي علي بن محتاج فأنجده حتى وقع بينهما صلح وعاد أبو علي إلى خراسان وصحبه الحسن بن الفيرزان ولقيه في طريقه رسل السعيد بن سامان وأمر أبا علي بن محتاج سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة بغدر الحسن بأبي علي ونهب سواده وعاد إلى جرجان فملكها وملك معها الدامغان وسمنان وسار وشمكير من طبرستان إلى الري فاستولى عليها أجمع وكان في فل من العسكر لفناء رجاله في حروبه مع أبي علي بن محتاج والحسن بن الفيرزان فتطاول حينئذ ركن الدولة إلى الاستيلاء على الري وسار إلى الري وقاتل وشمكير فهزمه فلحق بطبرستان واستولى ركن الدولة على الري وأجمع مخالصة الحسن بن الفيرزان وزوجه ابنته وتمسك بمواصلته ومودته واستفحل بذلك ملك بني بويه وامتنع وصارت لهم أعمال الري والجيل وفارس والأهواز والعراق ويحمل إليهم ضمان الموصل وديار بكر ثم سار ركن الدولة بن بويه إلى بلاد وشمكير سنة ست وثلاثين وثلثمائة ومعه الحسن بن الفيرزان مددا ولقيهما وشمكير فانهزم أمامهما ولحق بخراسان مستنجدا بابن سامان وملك ركن الدولة طبرستان وسار منها إلى جرجان فأطاعه الحسن بن الفيرزان وولاه ركن الدولة عليها واستأمن إليه قواد وشمكير ورجع إلى أصفهان.

.بداية بني شاهين ملوك البطيحة أيام بني بويه.

كان عمران بن شاهين من أهل الجامدة وكان يتصرف في الجباية وحصل منها بيده مال فصرفه وهرب إلى البطيحة ممتنعا من الدولة وأقام هنالك بين القصب والآجام يقتات بسمك الماء وطيره ويأخذ الرفاق التي تمر به واجتمع إليه لصوص الصيادين فقوي وامتنع على السلطان وتمسك بطاعة أبي القاسم بن البريدي بالبصرة فقلده حماية الجامدة وحماية البطائح ونواحيها فعز جانبه وكثر جمعه وسلاحه واتخذ معاقل على التلال بالبطيحة وغلب على تلك النواحي وأهم معز الدولة أمره وبعث وزيره أبا جعفر الصيمري في العساكر سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة وحصره وأيقن بالهلاك وما نفس عن مخنقه إلا وصول الخبر بوفاة عماد الدولة بن بويه ومبادرة الوزير الصيمري إلى شيراز فعاد عمران إلى حاله وقوي أمره كما يأتي في أخبار دولته.